بسم الله الرحمن الرحيمِ
الشاعر الأصمعي في مرة من المرات مرَّ بباديه من بوادي الحجاز ، ثم جلس تحت شجرة ليستظل بظلها ، فوجد عليها بيتاً من الشعر يقول:
يامعشر العشاق بالله خبروا ### إذا حل عشقاً بالفتى ماذا يفعلُ
فكتب الأصمعي تحته بيتاً يقول :
يداري هواهُ ثم يكتم سرهُ ### ويخضعُ في كل الأمورِ ويخشعُ
فذهب الأصمعي ثم عاد بعد فترة من الفترات فوجد بيتاً ثالثاً
يقول :
وكيف يداري والهواء قاتلُ الفتى ### وفي كل يومٍ قلبهُ يتقطعُ
فكتب الأصمعي يقول:
إذا لم يجد صبراً لكتمانِ سرهِ ### فليس لهو شيئاً سوى الموت ينفعُ
ثم عاد بعد مده من الزمن إلى ذلك المكان فوجد شاباً ميتاً وبيدهِ رقعة مكتوب فيها:
سمعنا واطعنا ثم متنا فبلغوا ### سلامي إلى من كان للوصلِ ينفعُ
هنيئاً لإرباب النعيم نعيمهم ### وللعاشق المسكين ماءاً يتجرِِِِِِِِشعُ